إغماءه حب

موضوع: إغماءه حب الخميس أبريل 05, 2007 11:41 pm

إغماءة حب

امتصاص رحيق، وأربع شفاه تندغم في قلب من بخار معطر بالياسمين، وببوح الفؤادين، ولهفة الشوق وطول الانتظار. ضربات القلبين تضاعفت، وإذ اندمجت معاً كوّنا مضخة تلهب، وترفع وتخفض وترقص على إيقاع متسارع من خبطات لطبول قارعة من أواسط قبّة الشمس الأفريقية عند خط الاستواء القاسم للأرض إلى نصفين متساويين. ومن بهاء اللون الذهبي المشتعل بالنار الأزلية في الكبد الأزرق رأى العيد وسمع الصوت القادم البعيد. صوت أغرقه في حمأة تداخل وتماسك وانفصال بين الألوان. الوجود مطّرز بهما فقط هما في الكون كله وجميع ما في الوجود طيور تعشق السكينة والسماء لآخر مدى. امتصاص رحيق متبادل وأربع شفاه مختلطة حد الالتصاق الأبدي.. الأبدي، وبحيرة من السماء سرقت زرقتها التقطت الألوان الأخرى وعلى مويجاتها ساكنة تمشي في قلب الماء أم لطيور الأوز، والتسلسل مدهش، الأكبر فالآخر الأصغر إلى أصغر الصغار، والمسافات منتظمة، إيقاع عصر غير العصر، لا صوت نشاز، والصوت الرتيب بدأ يطرق اللّبين: أحبك.. أحبك.
لم يستطع هو إلا أنْ يغمض عينيه، ولم تكن قد فتحتهما منذ لحظة التقاء الروح بالجسد والجسد بالروح..
"التانغو.. الرقصة لا تكون إلا بإثنين، بذكر وبأنثى"، وشرقة الماء من البحيرة، مالحة، حلوة، عذبة، حمراء، خضراء، وامتصاص آني للورد والزهر، الأبيض، الوردي، الحليبي، الأصفر، البرتقالي، الأحمر الموشّح بالأبيض، وهي كلها قد رسمت، التصقت، اندغمت، بقطعة مخمل زرقاء في رأس القبّة المتسعة، وثمة طيور تغرّد بألوان فرح تلتمع مع سقوط أشعة الشمس عليها، تذكره بريش الطاووس وعلى ملايين قطع المرايا الملتصقة التي كانت متكسرة.. أعيد تركيبها، فلا تشويه للصورة، بل تكاثر.. تكاثر إلى ما لا يستطيع إحصاءه منها ومنه.
الليل في عينيه مبرقش بالنجوم، وكانت النجوم بأحجام البرتقال الناصح، وثمة في اللحظة من رآهما عن بعد، ولم يقدر أن يميّز ما بين الرجل منهما والأنثى، حتى أنّ الملابس فشلت في إحداث شرخ، فقميصها التحم بقميصه، وسرواله غطاه فستانها الطويل المزركش بألوان في سفله، والذراعان التويا على الذراعين، تشابكا كغصنين في شجرة واحدة، كانا كائناً واحداً، تغمره الضياء الحالمة، حتى أنّ المصابيح انحنت، وأغمضت عيونها، والستارة المخملية الحمراء التي أسدلت خلفهما لإخفاء النافذة المتسعة، تمايلت كجارية ترقص في حضرة أمير، تعشقه، وتخفي عنه عشقها.
كانا فوق بساط الريح، خالا زمناً طويلاً إنه ما كان إلاّ في حكايات (ألف ليلة وليلة). فأخذتهما الرهبة، ليزدادا التصاقاً وتتكرر عملية امتصاص الرحيق، والشعور بالطمأنينة مرة أخرى، فكم من المرات جاءا إلى المكان ولم يستطيعا إلا الجلوس مثل أيّ صديقين، وكانت صلتهما -أحياناً- كلمات، كلمات متبادلة وما بينها مسافة خواء، كان يجهد على التقاط ما فيها من هواء وبدورها كانت تقترب لكي تتداخل أنفاسهما، فهما منذ أسبوعين يكتويان بنار الشوق، وهما يؤكدان أن حبهما لا مثيل له، إذ بمجرد أن يكونا معاً، في الشوارع، في البيت، في المكان المقصود يصبح أي شيء بلون آخر، أزهى، بمذاق آخر، أحلى، ينسيان الجوع والحرمان والطلبات الاعتيادية، اللباس الجديد والطعام الجيد، الدجاج واللحم والسمك، ينسيان تماماً حتى صخب الصاخبين الذين كانوا يقتحمون المكان من دون أن يراعوا أنّ المكان يجمع في زواياه عشاقاً ومحبين، يريدون أن ينسوا، وينسون حقاً، أن هؤلاء الرجال الغلاظ الخمسة الأفظاظ، والصاخبين قد جلسوا بينهم، شوكاً بين الأزهار، وزوبعة من غبار في هدأة الواحة. لم يفتح عينيه بعد، فالقبلة قدره المحبب، وهو قادر على أن يستمر بها –وضحك، مسابقة القبل، للدخول في (دنيس-للأرقام القياسية) لكنها بدأت ترتخي، وشقشق في عينيه بصيص تلصص، أهي مغمضة العينين؟ أجل! أهم هنا؟ وأية لحظة مطلوبة الآن للوعي بالحاضر، استطالة الحلم، الإغفاءة على الصدر الرؤوم، والتقاط الأنفاس المعطّرة والنسمة المبهجة للروح، وهي تقارع الجفاف –خمس سنوات من المحاصرة- والحب يزهر؛ يثمر، والحياة، آه! نسترق الزمن منه، ونسترق اللحظة منها، ونتلصص على المتلصصين فنرى طيور الحب تمارسه علانية بعد مداعبات تستمر ساعات والساعات في زمن الجسم الصغير للطير سنوات طوال –قال- أفضل أكثر من ألف أو ألفين من طيور الحب، والساعة إذاً بألفين واليوم إذاً بألفين، ولا بد أن تكون المداعبة بألفين، وهؤلاء لصوص (اللقمة) المختطفة من بين أنياب الحوت –القرش- لا يبالون، بل هم يتسلون عندما يرون إلى العاشقين وقد تباعدوا أمام الأعين الفضولية، والكلمات المتقافزة من خمسة أفواه نهمة، تدخّن، وتحتسي الشاي وتطلب المزيد من الشاي، وتلف الساق بالساق، وتضع الفخذ على الفخذ. ولا حياة لمن تناجي بعينيك، أين الرحمة يا هؤلاء، والله إننا نحبكم! والله إننا نحب الكون، بمن فيه وبما فيه.. لا جدوى.
-قالت- لنغادر المكان.
زفر بحرقة: لنغادر المكان.
قالت وهي تعابث ربطة عنقه الحمراء: ولكننا معاً، فلا أحد سوانا موجود.
همس: لم أنظر كما يجب إلى وجهك بعد.
-هاك وجهي –كلي- الثمني، لا تخشى شيئاً.
ضحك: سيثيرون فضيحة، وأنا عليك أخاف.
تبسمت: من قبلة على الخدّ؟
-بل ربما من مجرد ابتسامة، أتعلمين لماذا هم هنا؟ لإزعاجنا فقط، فثمة أماكن كثيرة في هذا المكان للعازبين وللرجال الوحيدين من أمثالهم.
أحسّ بذراعها تهبط على كتفيه، غَرّد في الفؤاد طير ذو ألوان خلابة:
-أحبك.
-وأنا أحبك أكثر.
ثم دخلت في عينيه، قبل أن تتم: أكثر من قبل ثانية.
-يا حبي الأبدي.
فتح عينيه –أخذ نفساً، شهيقاً عميقاً، وهي ترتد إلى الخلف تتكئ على المقعد تسند ظهرها مغمضة العينين بعد، تفرس في وجهها. نظر إليها كأنه يرى امرأة أخرى. الشعر يلتمع أكثر، الحاجبان تباعدا وتقوّسا والوجنتان توردتا، وبانت عليهما نعمة العافية، ووجهها صار أكثر استدارة، بل أصبح مدوّراً مثل رغيف خبز خرج توّاً من التنور، شهية كانت. ثم فتحت العينين عليه مع ابتسامة اكتشف خلالها أن ثغرها صار أحلى، أن شفتها السفلى امتلأت أكثر، وأن عينيها اتسعتا، ولونهما شموس في قلب بحيرة من العسل عميق اللون.
قال لها:
-أراهن أن أحداً من معارفك إنْ جاء الآن لن يعرفك، حتى أمك، حتى أبوك..
عرضت البسمة، وانفرج الثغر عن الأسنان البيض الملتمعة:
-وأنت، أنت أحلى، بل قل لي.. أين كنا؟
وفجأة فرقعت ضحكة صاخبة من مكان قريب، كأن أحد الصاخبين الخمسة يقول بصوت عال:
-إكيوس الديِّ.. يصل غداً.
وكان الرد اصطخاب الضحك، والكلام، واختلاط الجدّ بالهزل، بالدخان، والعيون مصوبة نحوهما..
التفت إليها، كانت عيناها شديدتي اللمعان، وعلى حين غرّة برزت ثمة سحابة في سماء تموز الساخنة..
-أين ذهبت؟
أجابته: أنا معك، وأنت معي أولاً وأخيراً وإلى الأبد، فأين كنا؟

موضوع: رد: إغماءه حب الجمعة أبريل 13, 2007 6:11 am

قصة جميلة ورمانسية يا عمرو

تسلم ايدك

موضوع: رد: إغماءه حب الجمعة أبريل 13, 2007 12:40 pm

مرسى على مرورك يا فيفوو

موضوع: رد: إغماءه حب الأحد أبريل 22, 2007 11:10 am

قصة حلوة اوى

تسلم أيدك يا عمرو

:ب:

موضوع: رد: إغماءه حب السبت أبريل 28, 2007 7:50 pm

مرسى يا هيومه على مرورك ..وشكرا ليكى

موضوع: رد: إغماءه حب الأحد أغسطس 26, 2007 5:18 pm

قصة حلوة ياعموور
بس مين الرخم اللى ضحك فالاخر ده ههههههههههههههههههههههه
ده رخم قوى

تسلم ايدك ياجميل
وناطرين الجديد من قصص الشعرية بتاعتك الحلوة إغماءه حب 79858

موضوع: رد: إغماءه حب الثلاثاء أغسطس 28, 2007 4:55 am

القصه حلووه اووى ياا عموور

تسلم ايدك يااا قمر

موضوع: رد: إغماءه حب الجمعة أكتوبر 26, 2007 7:43 pm

دودى تسلمى لمرورك .. وعايزين نشوفك زى الاول إغماءه حب 397587

موضوع: رد: إغماءه حب الجمعة أكتوبر 26, 2007 7:45 pm

ماروووووو ...

تسلمى يا جميل ومنورانى دايما يا قمر

إغماءه حب 397587

موضوع: رد: إغماءه حب السبت أكتوبر 27, 2007 10:46 am

قصه حلوه بجد يا مورا

موضوع: رد: إغماءه حب الأحد أكتوبر 28, 2007 7:27 am

مرسى يا دهو للحب ..ربنا يخليكى ..

إغماءه حب 397587